سورة إبراهيم ١٤: ٣١
{قُلْ لِّعِبَادِىَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِىَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ}:
{قُلْ لِّعِبَادِىَ}: قل يا محمّد -صلى الله عليه وسلم-.
{لِّعِبَادِىَ}: اللام: لام الاختصاص؛ عبادي: ارجع إلى الآية (١٨٦) من سورة البقرة لمعرفة الفرق بين عبادي، وعبيد، وعباد.
{الَّذِينَ آمَنُوا}: الّذين: اسم موصول يفيد المدح.
{يُقِيمُوا الصَّلَاةَ}: وأصلها: قل لعبادي الّذين آمنوا ليقيموا الصّلاة (أضمر لام الأمر)، أو أن تقل لهم يقيموا الصّلاة، وإقامة الصّلاة تعني: أداء أركانها، وسننها، والمحافظة على أوقاتها، والدّوام عليها، وجاء بصيغة المضارع؛ للدلالة على تجددها وتكرارها.
{وَيُنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ}: الإنفاق: إخراج المال من الملك.
(مما): من: أصلاً؛ من: الابتدائية البعضية؛ ما: اسم موصول يعني: الّذي، وما: أوسع شمولاً من الذي.
{رَزَقْنَاهُمْ}: أي: بعض الّذي رزقناهم، والإنفاق له أشكال مختلفة: الزّكاة، وصدقة التّطوع… وغيرها.
{سِرًّا وَعَلَانِيَةً}: بالخفاء، والعلن. ارجع إلى سورة البقرة آية (٢٧١) لمزيد من البيان.
{مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِىَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ}: أي: من قبل أن يأتي يوم القيامة.
{لَا بَيْعٌ فِيهِ}: لا يباع فيه شيء، ولا يشترى؛ لا فداء فيه بأن يدفع، أو يبيع شيئاً ما ليفدي نفسه، أو ينقذ نفسه.
{وَلَا خِلَالٌ}: مصدر خلة من المخالة، أو جمع خُلة: صداقة؛ أي: لا تنفع فيه المودات والصّداقات، والمخالة؛ تعني: يتخلل كلّ منهما الآخر بالروابط الأسرية، والدّينية، أو الأخوية، وتكرار لا: يفيد توكيد النّفي، وقوله من قبلِ بالكسر؛ لأنّ يوم القيامة غير معلوم زمن حدوثه مقارنة بقوله من قبلُ بالضّم الّتي تستعمل حين يكون الزّمن معلوم. ارجع إلى سورة النساء، آية (١٢٥)؛ لمزيد من البيان.
وفي آية البقرة (٢٥٤): {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِىَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ}، زاد فيها كلمة شفاعة: هي أعلى من الخُلة (المودة والصّداقة). ارجع إلى سورة البقرة، آية (٢٥٤).