سورة البقرة ٢: ١٦٩
{إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}:
{إِنَّمَا}: كافة مكفوفة تفيد الحصر.
{يَأْمُرُكُم}: شبه وساوسه وتزينه وإغوائه ونزعه وإضلاله بمنزلة الأمر على سبيل الاستعارة، مثال: {وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ} النّساء، آية ١١٩.
وهو ليس له سلطان؛ كقوله: {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ} النحل: ٩٩-١٠٠.
{بِالسُّوءِ}: الباء: للإلصاق، والاستمرار، والسوء: سمي سوءاً؛ لأنه تسوء عواقبه، أو سمي سوءاً يسوء إظهاره، ويسوء إلى النّفس مثل الغيبة والنّميمة.
{وَالْفَحْشَاءِ}: ما يوجب الحد فيه مثل الزّنى، واللواطة، وشرب الخمر.
{وَأَنْ}: أن مصدرية تفيد التّعليل والتّوكيد.
{تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}: أي: ويوسوس لكم الشّيطان أن تقولوا على الله ما لا تعلمون: أنّ الله حرم البحيرة والسّائبة والوصية والحام مثلاً، وهو لم يحرم، وأنعام، وحرث لا يطعمها إلَّا من نشاء بزعمهم، وأنعام حُرمت ظهورها، وما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكرنا، ومُحرم على أزوجنا، أو حرم هذا، وهو لم يحرِّمه، أو أحلَّه وهو حرمه. وهكذا…