سورة النحل ١٦: ٣٧
{إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِى مَنْ يُضِلُّ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ}:
{إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ}: إن: شرطية تفيد الاحتمال، أو الشّك.
{تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ}: تحرص: من الحرص: هو أشد الطّمع، والرغبة؛ فرغبة الرّسول -صلى الله عليه وسلم- في إسلام قومه، وهدايتهم كان شغله الشّاغل.
فجاءت هذه الآية: لتخبره أنّ حرصه وطمعه لن يجدي شيئاً لمن اختار لنفسه الضّلال، والسّير في طريق الكفر؛ فهؤلاء لا يهديهم الله، ويتركهم وشأنهم يفعلون ما يشاؤون.
{فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِى مَنْ يُضِلُّ}: فإن: الفاء: للتوكيد؛ إن: لزيادة التّوكيد.
{لَا يَهْدِى مَنْ يُضِلُّ}: لا: النّافية؛ لا يهدي الله إلى صراطه (دينه)، وطاعته من اختار طريق الضّلالة، ويريد أن يضل، وابتعد، وضل ضلالاً بعيداً، ولم يعد هناك أمل في عودته.
{وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ}: وما: الواو: عاطفة؛ ما: النّافية.
{لَهُمْ}: اللام: لام الاختصاص، والاستحقاق.
{مِنْ}: استغراقية تشمل كلّ النّاصرين؛ أيْ: ما لهم يوم القيامة من أيِّ ناصر، أو من يدافع عنهم، أو يشفع لهم، أو يقدِّم لهم الفداء ولو كان له ملك الأرض، ولو افتدى به.