سورة النحل ١٦: ٥٩
{يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِى التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ}:
{يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ}: يستخفي من القوم، ولا يريد أن يظهر أمامهم غيظه، ووجهه المسود.
{مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ}: من: ابتدائية للتعليل.
{سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ}: يعتبر الأنثى أمراً سيئاً، يُسيء إليه فقد تجلب له العار عندما تكبر، أو تصبح سبباً للفقر، أو غيرها من ظنون الجاهلية الباطلة.
{أَيُمْسِكُهُ}: الهمزة: للاستفهام، أيبقيها حية.
{عَلَى هُونٍ}: على مذلة، والهُون: هو الهوان الذل والعار، وقد يعني: الحيرة، والتّردُّد، وأما الهَون: بفتح الهاء تعني التواضع والتؤدة.
{أَمْ}: أم: للإضراب الانتقالي.
{يَدُسُّهُ فِى التُّرَابِ}: الدّس: هو إخفاء الشّيء في الشّيء؛ أيْ: يدفن بنته، وهي حية (يئدُها)، وسماها سبحانه الموءودة: البنت التي تدفن حية. ارجع إلى سورة التكوير آية (٨).
{أَلَا}: أداة تنبيه.
{سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ}: ساء من أفعال الذّم والتّحقير؛ أيْ: قبح، أو بئس ما يحكمون.
{مَا}: مصدرية.
{يَحْكُمُونَ}: من الحكم، وهو القضاء، ساء ما يحكمون بتفضيل الذّكر على الأنثى، وساء ما يحكمون بنسبة البنات لله، ولهم ما يشتهون، وأنّها افتراءات باطلة من أحكام الجاهلية الفاسدة.