سورة النحل ١٦: ٧٧
{وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ}:
وبعد أن بيَّن حقيقة الأصنام، والشّركاء، وقال تعالى: بل أكثرهم لا يعلمون عظمته، وتوحيده، وقدرته يذكر هنا مظاهر أخرى لعظمته وقدرته، وكمال علمه.
{وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}: لله: تقديم الجار والمجرور لفظ الجلالة؛ يفيد الحصر؛ حصر غيب السّموات والأرض له وحده؛ أيْ: علم الغيب، وعلم ملكوت السّموات والأرض؛ لا يشاركه في ذلك أحدٌ.
والغيب: هو كلّ ما غاب عن العباد؛ عن مدركاتهم الحسية؛ مثل: السّمع، والبصر، والعقل، ويشمل ملكوت السّموات، والأرض، والجنة، والنّار، وقيام السّاعة، ومن الغيب ما هو مطلق لا يعلمه إلا الله وحده؛ مثل: قيام السّاعة، ومن الغيب ما هو غيب نسبي، غيب أطْلع الله بعض رسله عليه.
{وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ}: وذكر أمر الساعة، وهي لحظة تهدم النظام الكوني الحالي؛ لأنها أهم الأمور الغيبية.
{وَمَا}: للتأكيد.
{أَمْرُ السَّاعَةِ}: حدوثها، أو مجيئها، أو الإتيان بها.
{إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ}: إلا: أداة حصر.
{كَلَمْحِ الْبَصَرِ}: وهو النّظر بسرعة، أو طرفة الجفن، أو إغماض الجفن (العين)، وفتحها فإذا بك تراها قد قامت.
{أَوْ هُوَ أَقْرَبُ}: من لمح البصر؛ للدلالة على إظهار شأنها العظيم، ولزرع الرهبة والخوف في قلوب الذين لا يؤمنون بها.
{إِنَّ اللَّهَ}: إنّ: للتوكيد.
{عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ}: على قيام السّاعة، والبعث. ارجع إلى الآية (٢٠) من سورة البقرة؛ للبيان.