سورة الإسراء ١٧: ٥
{فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِى بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا}:
{فَإِذَا}: الفاء: للتوكيد؛ إذا: ظرف زماني للمستقبل، شرطية تفيد حتمية الحدوث.
{جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا}: أولى مرتي الفساد، أو الفساد الأول. قيل: هو ما حدث من يهود بني النضير، وبني قينقاع، وبني قريظة الّذين خالفوا العهد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، واعتدوا على حرمات المسلمين.
{بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا}: أي: جالوت وجنوده كما قال ابن عباس، وقيل: بختنصر وجنوده كما قال ابن المسيب والفراء، وقيل: العمالقة (القوم الجبارين).
{عَلَيْكُمْ}: تفيد العلو، والسيطرة.
{أُولِى بَأْسٍ شَدِيدٍ}: أولي قوة شديدة وعدد.
{فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ}: من: جاس يجوس؛ أي: فتَّش، ونقَّب، وبحث، أو دخل الدار بدون حرب، واستولى عليها بدون مقاومة، أو طافوا خلال الديار يبحثون عنكم لقتلكم؛ فقتلوا الكثير، وأحرقوا التّوراة، وخربوا المسجد الأقصى.
{خِلَالَ الدِّيَارِ}: بين الديار؛ أي: تتبعوا آثاركم ينظرون هل بقي أحدٌ لم يقتل؛ حتّى يقتلوه.
{وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا}: أي: وعد صدق قادرين على إنجازه؛ نافذاً لا محالة.