سورة الإسراء ١٧: ٧
{إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُـئُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا}:
{إِنْ}: شرطية تفيد الاحتمال، والشّك.
{أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ}: الخطاب لا زال لبني إسرائيل: إن أحسنتم أحسنتم بالإيمان، والطاعة، والعمل الصالح من قول، وفعل، في الدنيا أحسنتم لأنفسكم بالثواب؛ كقوله: من عمل صالحاً فلنفسه، ومن أساء فعليها.
{وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا}: وإن: شرطية كالسّابقة.
{أَسَأْتُمْ}: بالمعاصي، والكفر.
{فَلَهَا}: الفاء: للتوكيد، واللام: للاختصاص؛ أي: جزاء ذلك عائد إلى نفسه؛ كقوله: ومن يعمل مثقال ذرةٍ شراً يره، أو كقوله تعالى: {وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا} فصلت: ٤٦، أو الإساءة تعود إليه؛ أي: يسيء إلى نفسه، والإثم والعقوبة يقع عليه، أو يعود عليه.
{فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ}: مرة الفساد الثانية. قيل: هذا الفساد الثاني: هو ما نراه يحدث الآن في فلسطين، وبلاد الشام من خراب، ودمار من اليهود. انظر إلى الآية (٥) السّابقة.
{فَإِذَا}: إذا: شرطية زمانية جوابها محذوف؛ تقديره: بعثناهم مرة أخيرة؛ أي: المؤمنين.
{لِيَسُـئُوا وُجُوهَكُمْ}: الخطاب لبني إسرائيل؛ أي: تظهر على وجوههم آثار الإساءة، آثار الهزيمة، والخزي للمرة الثّانية.
{وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ}: ليدخلوا: اللام: للتوكيد؛ أي: ليدخلوا أي: المسلمون المؤمنون المسجد الأقصى؛ أي: يسترجعونه من أيدي اليهود كما دخلوه أول مرة، قيل: في عهد الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ، وكان المسجد الأقصى عندها في أيدي المسيحيين النّصارى، أو في زمن بختنصر.
وهذه الآية: تدل على أن المسجد الأقصى سيستولي عليه اليهود، وسيدخله المسلمون، ويطهرونه من رجس اليهود دخولاً ثانياً، وبعد المرة الثانية لن يكون لليهود غلبة بعدها.
{وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا}: يتبروا؛ أي: يهلكوا، ويدمر المسلمون ما أقامه اليهود، وما بنوه، وشيدوه؛ ليزيلوا آثاره، ومعالمه، والتتبير: هو الهلاك.
{مَا عَلَوْا}: ما استولوا عليه، أو ما أقاموه، وما شيدوه، وليس بذاتهم، وأموالهم، وإنما بمساعدة أنصارهم.
{تَتْبِيرًا}: هلاكاً.