سورة الإسراء ١٧: ٢٧
{إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا}:
{إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ}: إن: للتوكيد.
{الْمُبَذِّرِينَ}: جمع مبذر، والتّبذير: هو إنفاق المال في غير حلِّه، وهو يعتبر معصية، وكفراً لنعمة الله. ارجع إلى الآية (٢٦) السّابقة.
{كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ}: كانوا: من كان، وكان: قد تشمل كل الأزمنة: الماضي، والحاضر، والمستقبل؛ كانوا في الماضي، وسيكونون في الحاضر والمستقبل؛ كانوا في الدّنيا:
{إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ}: الإخوان: قوم اجتمعوا على مبدأ واحد خير، أو شر، وفي هذه الآية: اجتمعوا على مبدأ التّبذير.
وسموا بإخوان الشّياطين: إما لكونهم يكفرون، أو يجحدون نِعَم الله، أو إضاعة المال؛ فهم مثل إخوانهم الشّياطين؛ لكونهم تجمعهم صفة الإسراف في المعاصي، والتبذير والكفر؛ أي: ساتر لنعم الله أو جاحدها. ارجع إلى سورة الحجرات آية (١٠) لبيان معنى إخوان وإخوة.
{وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ}: كان: كما قلنا تشمل كل الأزمنة الماضي, والحاضر, والمستقبل, والشيطان: يمثل الشياطين.
{لِرَبِّهِ}: اللام: لام التّعليل.
{كَفُورًا}: كثير الكفر: صيغة مبالغة: كثير الكفر لنعم الله تعالى، أو محترفاً في مهنة الكفر؛ فهو كافر، ويعمل على تكفير غيره.
وإذا عدنا إلى كلمة أخ؛ فهي تجمع على: إخوة، وإخوان، والقرآن استعمل كلمة إخوة في سياق إخوة النسب، وكلمة إخوان تأتي في سياق قوم اجتمعوا على مبدأ واحد في الخير والشر؛ أمثلة إخوان لوط (في الفاحشة)، أو سياق النسب كما في قوله في سورة النور آية (٣١) إخوانهن، أو بمعنى الأصدقاء كقوله إخواناً على سرر متقابلين (في الجنة في الخير).
سور الإسراء الآيات ٢٨ - ٣٨