سورة الكهف ١٨: ٥
{مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا}:
{مَا}: ما: لنفي الحال، والاستقبال.
{لَهُمْ}: اللام: لام الاختصاص؛ هم: تعود على الّذين قالوا اتخذ الله ولداً.
{بِهِ}: تعود على القول اتخذ الله ولداً.
{مِنْ عِلْمٍ}: من: ابتدائية استغراقية تستغرق كلَ علم؛ أي: هو قول صادر عن جهل، أو تقليد، أو لا دليل له، وتشمل أي علم ذاتي، أو مكتسب، أو وراثي.
{وَلَا لِآبَائِهِمْ}: لا: النّافية لنفي كلّ الأزمنة، ولا لآبائهم الّذين قالوا ذلك أيضاً من غير علم ذاتي، أو وراثي.
{كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ}: كبرت: عظمت كلمةً، أو ما أكبرها من كلمة في القبح، والشّناعة، والإثم حين تفوهوا بها، وقالوا: اتخذ الله ولداً دون فهم، ولا عقل، ولا علم؛ فقد خرجت من أفواههم وبلغت درجة عظيمة؛ لأنها أضلت خلقاً كثيراً، وجاءت بالنصب، وليست بالرفع؛ لأنّ النصب أقوى، وأبلغ، وفيه معنى التعجب.
{إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا}: إن: حرف نفي أقوى نفياً من ما؛ أي: ما يقولون إلا كذباً.
{إِلَّا}: أداة حصر.
{كَذِبًا}: باطلاً لا صحة له؛ مفترىً. وكذباً: نكرة؛ أي: كُلُهُ كذب.
وكما جاء في الحديث القدسي الّذي أخرجه البخاري، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- ، عن النّبي -صلى الله عليه وسلم-؛ قال الله تعالى: «كذبني ابن آدمَ، ولم يكُنْ له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبُهُ إياي؛ فقوله: لن يُعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون عليَّ من إعادته، وأما شتمُهُ إياي؛ فقولُهُ: اتخذ الله ولداً وأنا الأحد الصمد لم أَلِدْ ولم أولَدْ ولم يكنْ لي كُفُواً أحَد».