سورة الكهف ١٨: ٩
{أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا}:
سبب نزول هذه الآيات كما ذكر القرطبي عن ابن إسحاق: سألت قريش يهود المدينة عن صدق نبوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وصفته، وما ورد في كتبهم؛ فأشاروا إليهم أن يسألوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الروح، وأصحاب الكهف، وعن ذي القرنين؛ فسألوه فقال -صلى الله عليه وسلم-: سأخبركم غداً، ولم يقل إن شاء الله، وجاء الغد، ولم ينزل الوحي عليه بالأجوبة؛ فشعر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالحرج، والضيق. ارجع إلى الآية (٢٣-٢٤) من نفس السّورة، والآية (٦٤) من سورة مريم.
{أَمْ}: المنقطعة للاستفهام، تحمل معنى: التّعجب.
{حَسِبْتَ}: اعتقدت؛ حسبت: تعني: الظّن الرّاجح، وتعني: الحساب القائم على النّظر، والتّجربة، والحساب.
{أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ}: أنّ: للتوكيد.
{أَصْحَابَ}: جمع صاحب الملازم؛ صاحب: من صحب؛ أي: الرفيق، والصديق الّذي ينفعك، ولا يعني: القرين: الشّيطان الّذي يضرك.
{الْكَهْفِ}: الغار الواسع في الجبل.
{وَالرَّقِيمِ}: اللوح المرقوم المكتوب فيه أسماء أصحاب الكهف، أو لوح حجري كتبت فيه أسماء أصحاب الكهف، كما قال ابن عباس والفراء.
{كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا}: أي: أحسبت أنّ أصحاب الكهف، والرّقيم كانوا أعجب آياتنا لا هناك الكثير من آياتنا ما هو أعجب من أصحاب الكهف.
{مِنْ}: ابتدائية.
{آيَاتِنَا عَجَبًا}: أي: أعجبها؛ فهناك الآيات الكثيرة الّتي هي أعجب من قصة أصحاب الكهف الدّالة على عظمة وقدرة الله سبحانه على الخلق، والبعث، والإحياء.