سورة الكهف ١٨: ١٠
{إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا}:
{إِذْ}: ظرف زمان للماضي.
{أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ}: أوى: التجأ، أو جعلوا الكهف مأوى لهم.
{الْفِتْيَةُ}: جمع فتى؛ بمعنى: الشّبان، والفتية، ولم يقل: الفتيان؛ الفتية في القرآن؛ تعني: الفئة الصّالحة المؤمنة. أمّا الفتيان في القرآن: تأتي في سياق الفئة غير المؤمنة، وسياق التسخير؛ أي: الخدم، وأمّا اللغة: فلا تفرق بين الفتية، والفتيان، وهناك فرق آخر: الفتية: جمع قلة؛ الفتيان: جمع كثرة، أو فتيان: أكثر عدداً مقارنة بالفتية، كما في قوله تعالى: {وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِى رِحَالِهِمْ} يوسف: ٦٢.
{فَقَالُوا}: الفاء: للمباشرة، والتّعقيب.
{رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً}: ربنا، ولم يقولوا: يا ربنا؛ لأنّه سبحانه قريب؛ فلم يستعملوا ياء النّداء للبعد.
{آتِنَا}: من الإيتاء: وهو العطاء الّذي لا تملك فيه. ارجع إلى الآية (٢٥١) من سورة البقرة؛ لمعرفة الفرق.
{مِنْ}: من: ابتدائية.
{لَدُنْكَ}: ولم يقولوا منك؛ من لدنك خاصة بالمقربين فيها معنى المبالغة والقرب واللين والخصوصية من الله تعالى، وأما منك تأتي في سياق العامة من النّاس، وتقديم من لدنك؛ تعني: خاصة من لدنك وحدك.
{رَحْمَةً}: جاءت في صيغة النّكرة؛ لتشمل أنواع كثيرة من الرّحمة؛ منها: الرّزق، والأمن، والصّحة، والمغفرة، والرّحمة: هي جلب ما يَسرُ، ودفع ما يضر، وتعني: الوقاية من الوقوع في الذّنوب.
{وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا}: هيئ: يسر لنا، واجعل أمرنا كله رشداً؛ أي: صلاحاً، والرَّشَد: بفتح الراء؛ يعني: الصّلاح في أمور الدّين، والآخرة. أما الرُّشد: ضد الغي، والضّلال، والسّفه، وسوء التّدبير؛ أي: اهدنا إلى طريق الصّواب، والصّلاح، والحق، والخير، والإيمان، والتّوحيد، والرُّشد: بضم الرّاء: الصّلاح في الأمور الدّنيوية، والأخروية، والرُّشد: أعم من الرَّشَد.