سورة الكهف ١٨: ٢٧
{وَاتْلُ مَا أُوحِىَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا}:
{وَاتْلُ}: من التّلاوة: وهي اتباع الشّيء بالشّيء، وتلاه تعني: تبعه، والتّلاوة تخص كتب الله، وهي أخص من القراءة؛ فكلّ تلاوة قراءة، وليس كلّ قراءة تلاوة، والتّلاوة تعني: القراءة، وتعني الاتباع؛ أي: واتل تلاوة عبادة، أو تعليماً للنّاس، أو دعوة النّاس إلى ربهم، ولا تعبأ بما يقوله المشركون، والتّلاوة لها أجر كلّ حرف بعشر حسنات.
{مَا أُوحِىَ إِلَيْكَ}: ما: اسم موصول بمعنى: الّذي، وأوسع شمولاً.
{أُوحِىَ إِلَيْكَ}: عن طريق جبريل، ولمعرفة معنى الوحي: ارجع إلى سورة النّساء، آية (١٦٣).
{مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ}: من: ابتدائية.
{كِتَابِ رَبِّكَ}: أي: من القرآن الكريم. كتاب ربك: نسب الكتاب إليه: تشريفاً لهذا الكتاب.
{لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ}: ولو كلمة واحدة، أو حتّى حرفاً واحداً منذ أُنزل على قلب محمّد -صلى الله عليه وسلم- إلى أن يُرفع من الأرض.
{لَا}: النّافية للجنس؛ لنفي كلّ الأزمنة: الماضي، والحاضر، والمستقبل.
{وَلَنْ}: لنفي المستقبل القريب، والمستقبل البعيد.
{تَجِدَ مِنْ دُونِهِ}: من غير الله.
{مُلْتَحَدًا}: ملجأ تعدل إليه، أو تميل إليه؛ لتحتمي به، وألحد: مال، وعدل، والالتحاد: الميل؛ أي: لن تجد غير الله سبحانه من تحتمي به، أو يدافع عنك، وينقذك.
بعد ذكر قصة أصحاب الكهف جاءت أوامر الله سبحانه لرسوله -صلى الله عليه وسلم- بتلاوة القرآن، والاستمرار في مصاحبة الفقراء، والجلوس معهم، وعدم الطّمع في إيمان بعض الأغنياء، وأمره بقول الحق من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، ولا إكراه في الدّين، وما أُعد للظالمين من جزاء، وما أعد للذين آمنوا وعملوا الصّالحات.