سورة الكهف ١٨: ٢٦
{قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِىٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِى حُكْمِهِ أَحَدًا}:
{قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا}: نزلت عندما قال النّصارى لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أمّا الثّلاث مئة فقد عرفناها، فأمّا التّسع فلا علم لنا بها؛ فنزلت هذه الآية كما قال ابن السائب: قل الله أعلم منكم بما لبثوا؛ فقد لبثوا (٣٠٩) قمرية، أو (٣٠٠) شمسية، وهذا هو الحق والصح.
{لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}: تقديم له: يفيد الحصر والتوكيد له وحده؛ أي: هو المختص بعلم الغيب؛ فهو عالم الغيب، والشّهادة، ويعلم الغيب في السّموات، والأرض، ويعلم كم لبثوا في كهفهم، ولستم أنتم أعلم منه سبحانه.
{أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ}: أسلوب تعجب؛ أي: ما أشد بصره، وما أشد سمعه، لا يغيب عن بصره وسمعه شيء مهما كان خفي، أو جلي صغير، أو كبير كقوله تعالى: {إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِى صَخْرَةٍ أَوْ فِى السَّمَاوَاتِ أَوْ فِى الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ} لقمان: ١٦.
{مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ}: ما: النّافية.
{لَهُمْ}: اللام: لام الاختصاص؛ أي: ما لأهل السّموات، وما لأهل الأرض.
{مِنْ دُونِهِ}: من غيره سبحانه.
{مِنْ وَلِىٍّ}: من: ابتدائية استغراقية تستغرق كلّ ولي، والولي: هو المعين، والقريب؛ أي: ما لأهل السّموات، والأرض من دون الله من أي: معين، أو من يتولى أمورهم، ويدبرها إلا هو وحده سبحانه.
{وَلَا يُشْرِكُ}: لا: لتوكيد النّفي.
{يُشْرِكُ}: في حكمه أحداً؛ لأنّه سبحانه غني عن الشّريك، والولد، وكلّ من في السّموات والأرض.
{فِى حُكْمِهِ أَحَدًا}: أي: لا حاكم إلا هو وحده.
{أَحَدًا}: توكيد، ولا معقب لحكمه.