سورة الكهف ١٨: ٤٠
{فَعَسَى رَبِّى أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا}:
{فَعَسَى}: الفاء: للتوكيد؛ عسى: للرجاء المتوقع الحدوث، والإشفاق من حدوث المكروه لصاحبه.
{رَبِّى أَنْ يُؤْتِيَنِ}: أي: أرجو ربي أن يؤتين من الإيتاء: وهو العطاء. ارجع إلى الآية (٢٥١) من سورة البقرة؛ لمعرفة الفرق بين الإيتاء، والعطاء, وحذف الياء في يؤتين بدلاً من القول يؤتيني؛ لأنه عطاء يبدأ في الأخرة ولا يبدأ من الآن يبدأ بعد البعث والحساب.
{خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ}: أي: جنة الخلد أو الفردوس.
{وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ}: وتعني: عسى أن يرسل عليها حسباناً من السّماء؛ أي: وأخاف، أو أخشى أن يرسل الله عليها حسباناً من السّماء.
{حُسْبَانًا}: عذاباً من السّماء؛ مثل: إعصار فيه نار.
{فَتُصْبِحَ}: الفاء: للترتيب، والتّعقيب، والمباشرة.
{صَعِيدًا}: أي: هذه الجنة المليئة بالنّخيل، والأعناب؛ تصبح أرض ملساء لا نبات فيها عديمة النّفع.
{زَلَقًا}: أرض ملساء لا نبات فيها، ولا يثبت عليها قدم؛ أي: تراباً مُبللاً تنزلق عليه الأقدام.
وقول المؤمن لهذا المغرور الضال: عسى ربي أن يؤتين خيراً من جنتك ويرسل عليها حسباناً من السماء فتصبح صعيداً زلقاً ليس من قبيل الحسد، وإنما من قبيل التذكير والتحذير والرجوع إلى الله، والتوبة قبل أن يحل عليها سخط الله وغضبه.