سورة الكهف ١٨: ٥٠
{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِى وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا}:
{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ}: أي: اذكر إذ قلنا للملائكة.
{اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ}: ارجع إلى سورة البقرة، الآية (٣٤).
{إِلَّا}: أداة استثناء؛ يسمى هذا: استثناء منقطع، أو منفصل المستثنى إبليس، والمستثنى منه الملائكة، وهو ليس من جنسهم؛ لأنّه كان من الجن، وكان مع الملائكة حين أمروا بالسّجود، وكان الأمر يشمله.
{فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ}: ففسق: الفاء: للترتيب، والمباشرة؛ فسق: عصى ربه، وخرج عن طاعته، ولم يسجد.
{أَفَتَتَّخِذُونَهُ}: الهمزة: همزة استفهام إنكاري، وتعجب، والخطاب موجه لذرية آدم، والهاء: تعود إلى إبليس.
{وَذُرِّيَّتَهُ}: أتباعه، وسماهم ذريته مجازاً. وهم شياطين الجن والإنس.
{أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِى}: جمع ولي: وهو المعين والمساعد. ارجع إلى سورة آل عمران آية (٢٨)
{مِنْ دُونِى}: من غيري، أو سواي.
{وَهُمْ}: هم: ضمير منفصل يفيد التّوكيد.
{عَدُوٌّ}: ولم يقل أعداء؛ لأنّ العداوة مقصورة، أو سببها واحد: هو العداوة في الدّين، ولو كانت العداوة لها أسباب مختلفة، أو عداوات متعددة لاستعمل أعداء.
{بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا}: بئس: فعل من أفعال الذّم؛ بئس: لمن استبدل طاعة الله بطاعة الشّيطان وذريته.
{لِلظَّالِمِينَ}: اللام: لام الاختصاص، والاستحقاق. الظّالمين: المشركين؛ استبدلوا موالاتهم لله تعالى بموالاتهم للشيطان وذريته.