سورة مريم ١٩: ٤٣
{يَاأَبَتِ إِنِّى قَدْ جَاءَنِى مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِى أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا}:
{يَاأَبَتِ}: تكرار هذا النّداء لجلب انتباه عمّه، وإظهار مدى اهتمامه به لدعوته إلى عبودية الله وحده، وكأنّه باخع نفسه لهداية عمّه آزر.
{إِنِّى}: للتوكيد.
{قَدْ}: لزيادة التّوكيد، والتّحقيق.
{جَاءَنِى مِنَ الْعِلْمِ}: من: ابتدائية بعضية؛ أي: بعض العلم من ربي، كما في سورة الأعلى الآية (١٩): {صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ}، وسورة الأنعام، الآية (٧٥): {وَكَذَلِكَ نُرِى إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ} من العلم بالله واليقين، والمعرفة بالدين.
{مَا لَمْ يَأْتِكَ}: ما: موصول بمعنى: الّذي، وهي أوسع شمولاً من الذي.
{لَمْ}: للنفي، وفيها معنى الاعتذار. ما لم يأتك: أي: يُنزل عليك، أو تخبر به عن طريق الإيحاء، وغيره من العلم.
{فَاتَّبِعْنِى}: اتبعني: فيها توكيد ومبالغة في الاتباع؛ أي: أسعى، وأجتهد في اتباعي؛ اتبعني في دعوتي، وعبادتي.
{أَهْدِكَ}: أدُلك، أو أُرشدك.
{صِرَاطًا سَوِيًّا}: الصّراط: هو السّبيل الموصل إلى الغاية بأقصر زمن، ومسافة، وبدون عقبات. السّويّ: المستقيم؛ أي: الصّراط المستقيم: وهو دين الله وشرعه. الصّراط المستقيم الموصل إلى الغاية، وهي رضوان الله، والجنة، والسّعادة في الدّارين، والنجاة من النّار.