سورة طه ٢٠: ٧٣
{إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى}:
هذه الآية تتمة لردّ السّحرة على فرعون.
{إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ}: إنّا: للتوكيد؛ ليغفر: اللام: لام التّعليل؛ ليغفر: من المغفرة، وهي الستر، وترك العقوبة.
{آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا}: خطايانا: ذنوبنا الماضية؛ كالكفر، والمعاصي، وقيل: الخطايا: الذّنوب العظيمة. والخطيئة: هي صغائر الذنوب.
{وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ}: وهل أُكرهوا على السّحر، أم هم فعلوه غير مكرهين، وبإرادتهم؟
أكرهوا: حين بعث لهم فرعون جنوده: {وَابْعَثْ فِى الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ} الشّعراء: ٣٤؛ فهم أكرِهوا على القدوم والحضور من كلّ المدن، وبعد حضورهم وقدومهم على فرعون قالوا: إنّ لنا لأجراً إن كنا نحن الغالبين؟ قال: نعم، وإنّكم لمن المقربين. هنا في هذه المرحلة لم يكونوا كارهين؛ فالإكراه حصل في أوّل الأمر.
{وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى}: لها عدّة معانٍ:
الأوّل: الله خيرٌ من فرعون، وأبقى منه؛ لأنّه حي قيوم باقٍ لا يزول ملكه وحكمه، بخلاف فرعون أو قومه.
الثّاني: ثواب الله تعالى خير وأبقى من ثواب فرعون الزّائل.
الثّالث: أو عذاب الله أبقى وأدوم من عذاب فرعون، رداً على قول فرعون: {وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى} طه: ٧.