سورة الأنبياء ٢١: ٤٥
{قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْىِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنْذَرُونَ}:
{قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْىِ}: هذا أمر من الله سبحانه إلى رسوله بأن ينذر الّذين كفروا، إنما كافة مكفوفة تفيد الحصر، أنذركم: الإنذار هو الإعلام مع التّحذير والتّخويف أيْ: أحذركم.
بالوحي: الباء للإلصاق، بالقرآن؛ أيْ: بما جاء به من وعد ووعيد من عند الله تعالى وإنما أنا بشر يوحي إليَّ وما عليَّ إلا البلاغ المبين.
{وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ}: ولا ينفع هذا الإنذار أو القرآن الصّمَّ: أي: الكفار الّذين لا ينتفعون بما يسمعون أو لا يستجيبون للداعي المنذر فهم الصّم البكم العمي الّذين لا يسمعون شيئاً {وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} يس: ١٠.، وكقوله تعالى: {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} الأنعام: ٣٦.
{إِذَا مَا يُنْذَرُونَ}: إذا ظرفية زمانية، ما للتوكيد، أيْ: وإن طال الإنذار والتّحذير وتكرَّر فهم لن يسمعوا.
وفي سورة النّمل الآية (٨٠): {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ} وفي سورة الأنبياء الآية (٤٥): {وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنْذَرُونَ}، فيمكن جمع الآيتين معاً بالقول أنّ الكفار:
أوّلاً: لا يريدون الجلوس مع الرّسول أو مع من ينذرهم؛ لكي لا يسمعوا الإنذار.
ثانياً: وإذا جلسوا لا يسمعون، أيْ: لا ينتفعون بسماع إنذار أو وعيد فهم كالصّم.
ثالثاً: عندما تدعوهم إلى الحق إلى الإيمان يولوا مدبرين خوفاً من أن يسمعوا ما يقرع آذانهم ويغيظهم.