سورة الأنبياء ٢١: ٩٧
{وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِىَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَاوَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِى غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ}:
أيْ: إذا فتحت يأجوج ومأجوج.
{وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ}: الواو في كلمة واقترب للتوكيد، أيْ: حتّى إذا فتحت يأجوج ومأجوج اقترب الوعد الحق، الوعد الحق: هو يوم الحساب والجزاء يوم القيامة.
{فَإِذَا}: إذا ظرف للزمن المستقبل والفجائية.
{هِىَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا}: شخص بصره: انفتحت عيناه فلا تطرف أو لا تغمض بالأجفان من الخوف والفزع والحيرة من أهوال ما يرونه بعد خروجهم من الأجداث، وتقديم شاخصة أبصار على كلمة الّذين كفروا، ولم يقل: فإذا الّذين كفروا شاخصة أبصارهم تدل على أنّ أبصارهم خاصة تصاب بالشّخوص دون غيرهم، وأنّها لا تقوم إلا بالشّخوص.
{يَاوَيْلَنَا}: يا هلاكنا والويل: الهلاك وياء النّداء للتنبيه، أيْ: يا ويل احضر وأهلكنا فنرتاح. ارجع إلى الآية (٤٦) من نفس السّورة لبيان معنى الويل. أو تعني: حتّى إذا فتحت يأجوج ومأجوج اقترب الوعد الحق قالوا: يا ويلنا.
{قَدْ كُنَّا فِى غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا}: قد حرف للتحقيق والتّوكيد، كنا: في الحياة الدّنيا، في غفلة: في ظرفية، غفلة: أيْ: غافلين، أيْ: لم يخطر على بالنا أن نفكر أو نستعد لهذا اليوم، يوم الحساب، أو الوعد الحق. ارجع إلى سورة البقرة آية (٧٤) لمزيد من البيان في معنى الغفلة.
{بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ}: بل للإضراب الانتقالي، كنا ظالمين: اعترفوا بظلمهم آنذاك، فلن تنفعهم معذرتهم ولا هم يستعتبون، ظالمين لأنفسنا وظالمين جملة اسمية تدل على الثّبوت، ولمعرفة معنى الظلم ارجع إلى سورة البقرة آية (٥٤).