سورة الأنبياء ٢١: ٩٨
{إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ}:
بعد اعترافهم بظلمهم وبعد أن يقضي الله تعالى في أمرهم يؤمر بهم إلى النّار وما كانوا يعبدون.
{إِنَّكُمْ}: أيّها المشركون والكفرة.
{وَمَا تَعْبُدُونَ}: ما تستعمل لغير العاقل (أي: الأصنام)، أو الطاغوت أو الأوثان، وما قد تستعمل لصفات من يعقل، أو للسؤال عن صفة من يعقل كأن تقول ما عيسى أو عزير أو الملائكة.
ولكن عيسى والعزير والملائكة هؤلاء سبقت لهم الحسنى من الله وأولئك عنها مبعدون كما بينت الآية (١٠١) من نفس السورة؛ لأنّهم لم يكونوا السّبب في إضلال أو شرك أي إنسان.
{حَصَبُ}: صغار الحجارة البحص، حصب جهنم، أي: المشركون والكفرة وأوثانهم (أصنامهم)، وإبليس وأعوانه من الشّياطين والطّواغيت الكلّ حصب جهنم، ولم يقل: حطب جهنم؛ لأنّ الحصب في اللغة يشمل الحطب وكلّ ما يلقى في النّار من غير الحطب. وقال قتادة حصب جهنم: حطب جهنم يقذفون بها.
ولذلك لم يقل: إنّكم وما تعبدون من دون الله حطب جهنم، فهذه الأصنام أو الأوثان، وما يلقى في النّار سوف تتحطم حتّى تصبح حجارة صغيرة يقذف بها في النار.
{أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ}: أنتم للتوكيد، لها: اللام لام الاختصاص، واردون: داخلون فيها، الورود هنا يعني الدّخول، بينما الورود في الآية (٧١) من سورة مريم لا يعني الدّخول، بل المرور عليها أو رؤيتها، والأصنام في الحقيقة لا ذنب لها، وهي لا تعقل، والحكمة من دخولها النّار مع عبدتها هي لبيان كذب من اتخذها آلهة، وبيان أنّها لا تنفع ولا تضر، ولا تشفع ولا تقرِّب إلى الله زلفى.