سورة البقرة ٢: ٢٦١
{مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِى كُلِّ سُنبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}:
{مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ}: مثل نفقتهم كمثل حبة؛ أي: كل صدقة يتصدقون بها، أو نفقة ينفقونها كمثل حبة.
الإنفاق: هو إخراج المال من الملك، فلا يعُد يملكه.
{يُنْفِقُونَ}: جاء بالفعل المضارع؛ لأنّ الإنفاق يجب أن يتجدد، ويتكرر، ولا يكون مرة واحدة، وإلا لقال: مثل الّذين أنفقوا أموالهم.
وجاءت مرة واحدة المنفقين بالأسحار: المنفقين: أصبح الإنفاق سمة، وصفة ثابتة لهم، والجملة جملة اسمية تدل على الثبوت.
{فِى سَبِيلِ اللَّهِ}: الجهاد، أو جميع مصارف الصدقات، وكل ما يؤدي إلى مرضاته، وإعلاء كلمته.
{كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِى كُلِّ سُنبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ}:
{كَمَثَلِ}: الكاف: كاف التشبيه، {حَبَّةٍ}: من القمح، أو الشعير، أو غيرها.
{أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ}: أي: شبه الصدقة الّتي تنفق في سبيل الله بحبة زُرعت، فأنبتت سبع سنابل {فِى كُلِّ سُنبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ}: فأصبحت (٧٠٠) حبة.
{أَنبَتَتْ}: أسند الإنبات إلى الحبة مع العلم أنّ الله هو المنبت.
{سَبْعَ سَنَابِلَ}: ولم يقل: سبعَ سنبلات، سبع سنبلات: جمع قلة، وسبع سنابل: جمع كثرة، وما دمنا في ذكر الصدقات فهو مقام المضاعفة، والتكثير، وليس مقام التضعيف والقلة.
أي: صدقة، أو نفقة واحدة لها ثواب، أو أجر (٧٠٠) صدقة درهم واحد له أجر، أو ثواب (٧٠٠) درهم، أو أكثر.
{وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ}: أي: ليس لكل منفق هذه المضاعفة، يضاعف لمن يشاء أكثر من (٧٠٠)، وهذه المضاعفة تعود إلى أحوال المنفقين أهم فقراء وينفقون، أم أغنياء وينفقون، وما هي نياتهم، وما يتبع الصدقة من المن والأذى، وهل كانت في السر، أم العلن، وغيرها.
واللام في {لِمَنْ}: للاختصاص، والاستحقاق.
{وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}: واسع الكرم، والفضل، والإحسان، وواسع الغنى، وواسع الملك.
{عَلِيمٌ}: بالمنفقين، وأحوالهم، ونياتهم، وما تكن صدورهم عليم بما يملكون من أموال وقدرات.