سورة النور ٢٤: ٥٣
{وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُلْ لَا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}:
{وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ}: وأقسموا من القَسَم، والقسم: أبلغ من الحلف، ولمعرفة الفرق بين القسم والحلف ارجع إلى الآية (٥٦) من سورة التّوبة للبيان.
بالله: باء القسم، وأقسموا بالله لرسوله.
{جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ}: بالغوا بمنتهى جهدهم في القسم؛ أي: أقسموا بأغلظ الأيمان وبمنتهى جهدهم ووسعهم.
ارجع إلى سورة الإسراء آية (٩١) للبيان.
{لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ}: اللام لام التّوكيد، أمرتهم بالخروج إلى الجهاد.
{لَيَخْرُجُنَّ}: اللام للتوكيد، والنّون في (يخرجن) لزيادة التّوكيد.
{قُلْ لَا تُقْسِمُوا}: هذا أمر من الله لرسوله بأن يقول لهم: لا تقسموا، ليس هناك حاجة إلى القسم بالله، إنّ الله يعلم نواياكم وهل أنتم صادقون أم لا، فهو مجرد قسم باللسان!
{طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ}: لا تقسموا بالله، إنّ الله يعلم ما نوع طاعتكم فهي طاعة معروفة عنده: مجرد طاعة باللسان وقول الكذب؛ أي: مجرد قول بلا فعل.
{إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}: إنَّ للتوكيد، خبير: ببواطن الأمور، بما تعملون؛ أي: تقولون وتفعلون، العمل: يشمل القول الفعل.
وقدّم (خبير) على (ما تعملون) ولم يقل إنّ الله بما تعملون خبير؛ لأنّ سياق الآيات في الحديث عن عظمة الله وقدرته، وعن أمور قلبية كالنفاق. ونوايا وإيمان وليس السّياق في عمل الإنسان.
سورة النّور الآيات ٥٤ - ٥٨