سورة النور ٢٤: ٦٤
{أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ}:
{أَلَا}: أداة تنبيه لشيء مهم يجيء بعد التنبيه.
{إِنَّ لِلَّهِ}: إن: للتوكيد، لله: جار ومجرور، لفظ الجلالة، وتقديمه يدل على الحصر والقصر، فكل ما في السّموات والأرض ملكه وحده لا يشاركه فيه أحد.
{مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}: ما لغير العاقل وكذلك العاقل، ما في السّموات: ملكاً وخلقاً وعبيداً، في: ظرفية ظرفاً ومظروفاً؛ أي: السّماء نفسها (السّموات السبع) وما فيها من نجوم وكواكب ومجرّات وأقمار وشموس وأفلاك.
{وَالْأَرْضِ}: ملكاً وخلقاً وعبيداً، وما فيها من خيرات وآيات كونية وأشجار وبحار وجبال وأنهار وكنوز.
{قَدْ}: حرف تحقيق يفيد التّوكيد، توكيد العلم؛ أي: يعلم ما أنتم عليه بدون شك أو ريب.
{يَعْلَمُ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ}: ما اسم موصول بمعنى الّذي، وما: أوسع شمولاً من الذي، أنتم عليه: من طاعة أو مخالفة لأمر الله ورسوله، ما أنتم عليه من إيمان أو نفاق أو خير أو شر، ما أنتم عليه من حال وشأن في كل زمان ومكان.
{وَيَوْمَ} أي: يوم القيامة، ونكَّره للتهويل والتّعظيم.
{يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ}: يُرجعون إليه بغير إرادتهم؛ أي: قسراً رغم أنوفهم.
{فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا}: فينبئهم: من النّبأ وهو: الخبر الهام العظيم، بما: الباء للإلصاق، ما: بمعنى الّذي، عملوا: في الدّنيا من خير أو شر من طاعة و معصية، من حسنات و سيئات.
الانتقال من صيغة المخاطب (يعلم ما أنتم عليه) إلى صيغة الغائب {فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا} للتنبيه والتّحذير من مخالفة أمر الله ورسوله.
{وَاللَّهُ}: للتوكيد.
{بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ}: ارجع إلى الآية (٢٩) من سورة البقرة للبيان.