سورة الفرقان ٢٥: ١٣
{وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا}:
{وَإِذَا}: ظرفية بمعنى حين وشرطية تفيد حتمية الحدوث.
{أُلْقُوا مِنْهَا}: الإلقاء هو الرمي، (وهناك فرق بين الإلقاء والرمي) الذي يدل على المهانة وعدم الاهتمام.
الإلقاء: لا تعرف المسافة الّتي تلقي فيها، ويدل على الإهانة وعدم قيمتهم.
الرمي: تعرف المسافة والمكان الّذي ترمي فيه.
فهؤلاء الكفرة والمشركون لا يستحقون إلا الإلقاء، ولم يقل: ادخلوا فيها؛ لأن الدخول أفضل من الإلقاء فيه نوع من اللطف.
{مَكَانًا ضَيِّقًا}: أيْ: يلقون في مكان ضيق من النّار، وفي آية أخرى قال تعالى: {إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ فِى عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ} الهمزة: ٨-٩. ضيقاً: والضيق مصدر يدل على الثبوت؛ أي: الضيق أمراً دائماً ثابتاً، وليس عارضاً، ويدل على أنه مستمراً ولا يزول.
أيْ: مطبقة مغلقة أبوابها لا يسمح لهم بالحركة، وهذا نوع من أنواع العذاب بنفسه.
إذن المكان ضيق ومطبق ومغلق عليهم.
{مُقَرَّنِينَ}:
١ - بالأصفاد والأغلال، مقرنين قرنت أيديهم إلى أعناقهم بالأغلال والأصفاد تستعمل للقدمين.
٢ - وقيل: مقرنين مربوطين إلى الشّياطين قرن كلّ واحد منهم مع شيطانه (قرينه).
٣ - أو مقرن كلّ كافر ومشرك إلى الآخر أيْ: بعضهم إلى بعض.
{دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا}: بعد الإلقاء يدعون ثبوراً، كأن يقولوا: يا ثبوراه: أيْ: يا هلاكنا يا خسارتنا ويا ويلنا احضر وخلصنا من هذا، اقضِ علينا وموّتنا.
ثبوراً: هو الهلاك والويل والخسران. وثبوراً: مصدر لفعل ثبر بمعنى هلك حين يقولون: يا ثبوراه: يا هلاكنا احضر وخلصنا، فيقال لهم: خزياً وتبكيتاً: لا تدعوا اليوم ثبوراً واحداً، بل ادعوا ثبوراً كثيراً.