سورة الشعراء ٢٦: ٦
{فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنبَاؤُا مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ}:
فقد: الفاء للتوكيد وقد للتحقيق والتوكيد أيضاً.
{كَذَّبُوا}: بآيات ربهم والرّسول وبما أنزل إليهم من ربهم.
{فَسَيَأْتِيهِمْ}: الفاء للتوكيد، سيأتيهم: السّين للاستقبال القريب، فسيأتيهم وهم في الدّنيا.
{أَنبَاؤُا}: جمع نبأ وهو الخبر العظيم المهم.
{مَا}: اسم موصول بمعنى الّذي، وما أوسع شمولاً من الذي.
{كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ} سيعلمون عن قريب عاقبة تكذيبهم واستهزائهم بالله وآياته، أيْ: بالقرآن ورسوله وعبر عن الاستهزاء بصيغة المضارع الّذي يدل على التّجدد والتّكرار واستمرار استهزائهم. بينما في الآية السابقة (٥) {كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ} معرضين: يدل على استمرار ورسوخ إعراضهم وأنه أمر قديم.
وإذا قارنا هذه الآية (٦) من سورة الشّعراء: {فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنبَاؤُا مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ} مع الآية (٥) من سورة الأنعام: {فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنبَاؤُا مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ}، سوف: أبعد في الاستقبال من السّين أيْ: تدل على التّراخي في الزّمن سوف يأتيهم العذاب في الآخرة، والسّين للاستقبال القريب سوف يأتيهم العقاب أو العذاب في الدّنيا، إذن هم مروا بثلاث مراحل مرحلة الإعراض، ثمّ التّكذيب، ثمّ الاستهزاء.
وسيأتيهم عاقبة تكذيبهم (قريباً أيْ: في الدّنيا) وسوف يأتيهم وعاقبة استهزائهم في الآخرة أيْ: في الدّنيا والآخرة في كلاهما.