سورة الشعراء ٢٦: ٧
{أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ}:
{أَوَلَمْ}: الهمزة للاستفهام التّقريري، والواو في كلمة أولم تدل على شدة إعراضهم وإنكارهم، ولم يقل: ألم يروا أيْ: هم يرون ما تنبت الأرض من كلّ الأزواج والثّمرات والزّرع، ومع ذلك ينكرون قدرة الخالق ووحدانيته. أولم يروا تدل على شيء مرئي ورغم ذلك ينكرونه.
{يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ}: رؤية بصرية أو عقلية فكرية وقلبية يروا إلى الأرض.
يروا تعود على المكذبين بالآيات وما أنزل إليهم من ربهم وبرسوله وغيرهم من الناس ومنهم العلماء.
{كَمْ}: خبرية تفيد الكثير.
{أَنبَتْنَا فِيهَا}: بصيغة الجمع أيْ: للتّعظيم. ولكونهم يشاركون في عملية الإنبات الإخراج، وتشمل عملية الحرث والبذر والسقاية وغيرها، والنبات يضم الزرع والشجر؛ أي: ماله ساق أو غير ساق.
{مِنْ}: استغراقية.
{كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ}: الزّوج الصّنف والزّوج يعني: الذّكر والأنثى. وقد أحصى العلماء (٣٩١, ٠٠٠) سلالة نباتية.
كريم: البالغ في الجودة وكثير النّفع وفيه البركة، أيْ: أصروا واستمروا في إعراضهم وتكذيبهم، ولم ينظروا إلى عجائب نباتات الأرض الدّاعية للإيمان والوحدانية. وفي الآية إشارة إلى أن الله سبحانه خلق كل شيء في زوجين ليبقى متفرداً بالوحدانية وحده. وإذا قارنا هذه الآية (من كل زوج كريم) مع الآية (٥) من سورة الحج، وهي قوله تعالى: {مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ}؛ أي: الحسن والبهجة؛ الحُسن: أي يدخل البهجة والسرور على النفوس لما فيه من الزينة كالزهور وألوان النباتات؛ ارجع إلى سورة الحج آية (٥)، وآية (٦٣)، وسورة فصلت آية (٣٩)، والأنعام آية (٩٩) للبيان.