سورة الشعراء ٢٦: ٤٩
{قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِى عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ}:
المناسبة: لما رأى فرعون تغلب موسى على السّحرة لجأ مرة أخرى إلى التّهديد والوعيد وإلى عزته الكاذبة الخاطئة.
{قَالَ آمَنتُمْ لَهُ}: أيْ: صدقتم بموسى واللام في له لام الاختصاص ويعني: الاتباع أي: اتبعتم موسى، بينما لو قال: آمنتم به، أيْ: إيمان اعتقاد، فالضمير يرجع إلى رب العالمين، وهناك من قال يرجع إلى موسى -عليه السلام- ؛ لأن الإيمان بموسى -عليه السلام- يعني إيمان بالله تعالى؛ أي: إيمان بالله.
{قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ}: أن: تعني المستقبل وتفيد التّعليل، حيث كان يظن في نفسه أنّه هو الحاكم المطاع ولا أحد يستطيع أن يفعل أي شيء من دون إذنه.
{آذَنَ لَكُمْ}: أي: اسمح لكم.
{إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ}: إنّه للتوكيد، واللام في كلمة لكبيركم لزيادة التّوكيد، وكبيركم أي: موسى الّذي علمكم السّحر أي: فعلتم ذلك بالتواطؤ مع موسى مع العلم أنّ موسى عليه السلام لم يجلس مع أو يرى ساحراً.
{فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ}: الفاء للترتيب والمباشرة سوف ترون مباشرة ما سأفعل بكم، واللام في كلمة لسوف لزيادة التّوكيد، وسوف هنا لا تدل على التّرتيب والتّراخي، وإنما تفيد التّوكيد، أي: الأمر كائن لا محالة تفيد في زيادة التّهديد والوعيد، وتستعمل في سياق القتل والانتقام فهي تدل على الموت والهلاك.
{لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ}: اللام للتوكيد والنّون لزيادة التّوكيد في لأقطعن، أي: قطع اليد اليمنى والرّجل اليسرى أو قطع اليد اليسرى والرّجل اليمنى، وهذا من أشد وأسوأ فنون التّعذيب الّتي ابتدعها فرعون، والموتُ أفضل من ذلك.
{وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ}: واللام والنّون للتوكيد، الصّلب بعد القطع والتّعذيب، أجمعين: تفيد التّوكيد. ارجع إلى الآية (١٢٤) من سورة الأعراف لمعرفة الفرق بين هذه الآية وآية الأعراف: {ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ}.