سورة آل عمران ٣: ١١
{كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ}:
دأب هؤلاء الذين كفروا: {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ}: أمثال قوم نوح، وعاد، وثمود، ولوط.
الدأب: أي: الحال، والشأن، والدأب يعني: السعي المتواصل حتى يصبح كالعادة، ولكن هناك فرق بين العادة والدأب، فالعادة: تكون على ضربين: اختيار، أو اضطرار، بينما الدأب: لا يكون إلا اختياراً.
إذن: حال وشأن وتظاهر هؤلاء الكفرة (كفرة قريش، وبنو قريظة، وبنو النضير) على محمد -صلى الله عليه وسلم- كحال وشأن وتظاهر آل فرعون على موسى -عليه السلام- ، وغيرهم من الأقوام على رسلهم.
{كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا}: جحدوا بها، ولم يؤمنوا بها، ويصدقوها، والكفر أشد من التكذيب (كذبوا بآياتنا التسع)، والذين من قبلهم مثل قوم صالح (كذبوا بالناقة) وغيرها من الآيات.
{فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ}: أهلكهم الله تعالى، بذنوبهم: الباء: للإلصاق، والتعليل، أو البدلية، أو السببية، والأخذ: يكون بقوة وشدة، ويأتي بمعنى: العقاب والعذاب والهلاك.
{وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ}: والعقاب من التعقيب، والمعاقبة التي تتلو الجرم، أو الذنب، وسمي بالعقاب؛ لأن الفاعل يستحق العقاب عقب إجرامه، أو ذنبه. ارجع إلى سورة البقرة آية (٢١١) لمزيد من البيان في العقاب والعذاب، وارجع إلى سورة الأنفال آية (٥٢)، والآية (٥٤) للمقارنة بين آيات آل عمران والأنفال.