سورة النمل ٢٧: ٢
{هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}:
{هُدًى}: هو الهدى أو مصدر الهدى أو الهادي للحق، وإلى الصّراط المستقيم الموصل للغاية وهي السّعادة والكمال في الدّارين.
هدىً: نكرة، أيْ: يشمل كلّ أنواع الهدى يهدي للحق وللخير والرّشد والصّواب والتي هي أحسن، ويهدي للنجاة من النّار والفوز بالجنة هدى عامة لكل البشر وهدى خاصة لمن أراد وطلب الهداية.
{وَبُشْرَى}: من البشارة وهي الخبر السّار عادة، ارجع إلى الآية (١١٩) من سورة البقرة للبيان.
{لِلْمُؤْمِنِينَ}: اللام لام الاختصاص، المؤمنين: أي: الّذين آمنوا بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، المؤمنين: جملة اسمية تدل على الثّبوت أي: أصبح الإيمان عندهم صفة ثابتة.
هدى وبشرى: ينتفع بها الكل وخاصة بالمؤمنين وبشرى للمؤمنين بالجنة والنّجاة من النّار.
لنقارن هذه الآيات:
في سورة البقرة الآية (٢) {هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ}.
في سورة النّمل الآية (٢) {هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}.
في سورة لقمان الآية (٣) {هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ}.
وفي سورة النّحل الآية (٦٤) {وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}.
وفي سورة النّحل الآية (١٠٢) {وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ}.
فالقرآن هدى لهؤلاء جميعاً كل طبقة من هؤلاء تجد هدايتها في هذا القرآن.
فالدّرجات من الأدنى إلى الأعلى:
الإسلام (مسلمون)، الإيمان (مؤمنون)، التّقوى (المتقون)، الإحسان (المحسنون)، ثمّ أعلى درجة وهي إسلام الوجه والإخلاص {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} النّساء: ١٢٥.
ولكل من هؤلاء صفاتهم الخاصة بهم، المتقي عمله يقتصر على نفسه والمحسن يتعدَّى بعمله وإحسانه إلى الغير، وهم درجات عند ربهم درجات القربى من الله عَزَّ وَجَلَّ، ولهم درجات عند ربهم (درجات الجنة).