سورة النمل ٢٧: ٣
{الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ}:
{الَّذِينَ}: اسم موصول يفيد المدح.
{يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ}: يؤدُّون الصّلاة بأركانها وسننها وآدابها وأوقاتها وخشوعها والمحافظة عليها والدّوام عليها؛ أي: إقامتها ظاهراً وباطناً، واستحضار القلب أو العقل.
{وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ}: من الإيتاء لم يقل يعطون الزّكاة. والإيتاء أعم من العطاء.
{وَهُمْ}: ضمير فصل يفيد التّوكيد.
{بِالْآخِرَةِ}: الباء للإلصاق والملازمة والاستمرار أن يقينهم ملازم لهم ثابت لا ينفك عنهم.
وتقديم الآخرة ولم يقل: وهم يوقنون بالآخرة: تقديم الآخرة للاهتمام لأنّ الإيمان بالآخرة والبعث من أصعب الأمور؛ لذلك قدَّم الآخرة للمبالغة والتّوكيد.
{هُمْ} تكرار هم يفيد التّوكيد، وإذا كان هناك من يوقن بالآخرة فهم في طليعتهم، فهم يوقنون حق الإيقان والإيقان عندهم مستمر وثابت.
{يُوقِنُونَ}: من اليقين وهو العلم بالحق والعلم بأن ليس هناك غيره والذي يتمثل بالإيمان الراسخ في القلب، فلا يتغيَّر ولا يتبدل وله درجات هي علم اليقين عين اليقين، حق اليقين. ارجع إلى سورة البقرة آية (٤) لمزيد من بيان معنى اليقين.
انتبه إلى مجيء يقيمون ويؤتون بصيغة الفعل المضارع تدل على التّجدد والاستمرار أي: في الصّلاة والزّكاة بينما وهم بالآخرة جملة اسمية تدل على الثّبات وهم يوقنون جملة فعلية لتدل على التّجدد إضافة إلى الثّبات معاً.
مقابل هؤلاء المؤمنين الّذين ذكرهم في الآية (٢-٣) هناك الّذين لا يؤمنون بالآخرة.