سورة النمل ٢٧: ٧
{إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّى آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُمْ مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ}:
قبل البدء بذكر الآيات التي وردت في سياق موسى علينا أن نعلم أنها آيات مبنية على الإيجاز مقارنة بالآيات التي وردت في سورة القصص أو طه أو الشعراء.
{إِذْ}: ظرف زمان للماضي، بمعنى حين، أيْ: واذكر إذ قال موسى لأهله، أو اذكر حين قال موسى لأهله في طريق عودته من مدين إلى مصر.
{لِأَهْلِهِ}: تعني: الزّوجة والأولاد، اللام لام الاختصاص.
{إِنِّى آنَسْتُ نَارًا}: إني للتوكيد، آنست، أيْ: رأيت شيئاً يؤنسني (أي: النّار الّتي رآها من بعيد).
{سَآتِيكُمْ مِّنْهَا بِخَبَرٍ}: السّين للاستقبال القريب وعد فيه شعور بالثّقة بالنّفس والتّأكد والقطع، ولم يقل: لعلي آتيكم: وعد فيه نوع من الخوف والتّرجي وعدم التّأكد، كما ورد في سورة طه والقصص فقد يكون قد انتابه الشعور بالخوف وعدم التأكد، ثمّ عاد ليؤكد ويطمئن أهله واعتراه الشعور بالثقة بعد ذلك فهو قال كلا المقولتين.
{بِخَبَرٍ}: عن الطريق لكونه تاه ولم يعد مطمئناً في تلك الليلة. بخبر من خبرت الشّيء، أيْ: عرفت حقيقته.
{أَوْ}: للتخيير.
{آتِيكُمْ بِشِهَابٍ}: الباء للإلصاق شهاب هو شعلة من النّار ملتهبة فيها لهب.
{قَبَسٍ}: ما تقتبسه من النّار سواء كان جذوة أو شهاب والمجيء بشهاب قبس: أحسن وأفضل؛ لأنّ فيه استنارة (ضوءاً) وفيه دفء.
{لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ}: لعل للتعليل، تصطلون: تستدفئون فقد كان الزّمن زمن شتاء وبرد، والاصطلاء: القرب من النّار للإحساس بالدّفء أصلها تصتلون أبدلت التّاء طاء لقرب المخرجين وسهولة النّطق.
انتبه: استعمل أو بدل الواو، كان باستطاعته القول: سآتيكم منها بخبر وآتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون، واستعمل أو بدلاً من الواو، أيْ: إذا لم يظفر بحاجياته على الأقل يظفر بواحدة.