سورة النمل ٢٧: ١٦
{وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَاأَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَىْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ}:
{وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ}: أيْ: ورث النّبوة والعلم والملك ولا تعني وراثة المال أو المتاع، فقد قال ابن القيم: أجمع أهل العلم والتفسير أن وراثة سليمان لم تكن وراثة مال؛ لأنه كان لداود (١٩) ولداً وإنما ورث؛ أي: أخذ عن أبيه العلم والنبوة والحكم (الملك) بالإضافة إلى ما أتاه الله من العلم، وسليمان لم يأت بعد داود فقد كانا في عصر واحد أو زمن واحد، وسمى ذلك وارثه.
{وَقَالَ يَاأَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ}: قال سليمان: علمنا منطق الطّير: علمنا تعود على سليمان وحده بصيغة التّعظيم أو تعود عليه وعلى أبيه منطق الطّير لغة الطّير ولغة الحيوان، فلكلّ حيوان منطق ولغة تتفاهم بها مع غيرها من الحيوانات وتسبّح وتصلي، فهم أمم أمثالنا، ويحاول البعض في عصرنا الحديث أن يتعلَّم لغة الطّير وعاداته، وغيره من الحيوانات.
{وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَىْءٍ}: أيْ: من كلّ النّعم، من ابتدائية لبيان الجنس.
من كلّ شيء مثل النّبوة والملك والرّيح ومنطق الطّير والجن، شيء نكرة تشمل أيَّ شيء أي أعطيناه وسخرنا له ما يحتاجه، ولمعرفة معنى الإيتاء ارجع إلى الآية (٢٥١) من سورة البقرة.
{إِنَّ هَذَا}: إنّ للتوكيد، هذا: الهاء للتنبيه، ذا اسم إشارة للقرب يشير إلى الإيتاء.
{لَهُوَ}: اللام للتوكيد.
{الْفَضْلُ الْمُبِينُ}: الفضل هو الزّيادة عما يستحق العبد، المبين: أي: الواضح الظاهر الفضل الّذي يعلمه ويقرُّه كلّ فرد ولا ينكره، والواضح لا يحتاج إلى إثبات وبيان.