سورة النمل ٢٧: ١٥
{وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ}:
{وَلَقَدْ}: الواو استئنافية، لقد اللام للتوكيد، قد للتحقيق.
{آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ}: الإيتاء هو أعم من العطاء، ارجع إلى الآية (٢٥١) من سورة البقرة لمعرفة الفرق بين الإيتاء والعطاء، داود: من ذرية يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، وسليمان: هو ابن داود -عليه السلام- .
{عِلْمًا}: نكرة؛ لأنّه يشمل كثير من العلوم مثل علم الدّين والأحكام والقضاء والتّوراة ومنطق الطّير وصناعة السّابغات وأهم العلوم علم الدّين.
والجدير بالذكر أن الله سبحانه آتى داود وسليمان الملك العظيم وسخر لداود الجبال وألان له الحديد وصنع السّابغات، وأعطى سليمان ملكاً لم يعطه لأحدٍ من قبله وسخَّر له الرّيح والجن وعلمه منطق الطّير وغيره، فلم يذكرها في هذه الآية، وإنما ذكر فقط العلم؛ لأنّه أهم وأفضل عطاء.
فالعلم بالله والدّين هو المنة والنّعمة الحقيقية الّتي يحب أن يفرح بها المؤمن وهو أشرف العلوم على الإطلاق؛ لأن المال والجاه والملك كلّه زائل بالموت.
{وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى}: الّذي اسم موصول يعود إلى الله سبحانه، والحمد أعم من الشكر.
{فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ}: بالنّبوة والعلم وغيرها من النّعم، وقوله: فضلنا على كثير من عباده المؤمنين، ولم يقل: فضلنا على عباده المؤمنين فكأن هناك من هم أفضل منهم من الرّسل والأنبياء أمثال أولو العزم من الرّسل، وهذا من أدب النّبوة والتّواضع، والحمد لله: المنعم علينا وعلى عباده الآخرين جملة اسمية تدل على الثّبوت. ارجع إلى سورة الفاتحة آية (٢) لمزيد من البيان عن الحمد.