سورة آل عمران ٣: ٢٢
{أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِى الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ}:
{أُولَئِكَ الَّذِينَ}: اسم إشارة، واللام للبعد إشارة للذين كفروا بآيات الله، وقتلوا النبيين بغير حق.
وقتلوا الذين يأمرون بالقسط لم يبق لحسناتهم أثر، أو فائدة في الدنيا والآخرة (بطلت).
{حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ}: من مرض الحبط الذي يصيب الماشية حين تتورم وتصاب بمرض الكبد، ويسمى الحبن، بسب احتباس الماء، فيظن الناس أنها غنية باللحم، والشحم، فإذا ذُبحت لتؤكل وجدوها مليئة بالأورام والأمراض، والسوائل، فلا يُستفاد منها.
وهكذا أعمال هؤلاء الكفرة من صدقة، أو صلاة، أو خير سوف تبطل، وليس لها أي ثواب في الآخرة.
{فِى الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ}: وسيحل بهم الخزي والبلاء في الحياة الدنيا، وفي الآخرة لهم عذاب النار.
{وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ}: جمع ناصر في الدنيا والآخرة يدفعون عنهم العذاب، أو ينقذونهم منه، فالآية تنفي النصرة عن الظالمين، ولم يقل: من أنصار جمع نصير: صيغة مبالغة وأقوى من ناصر (أقوى من ناصرين)؛ أنصار: تمثل الذين نصروا الرسل وجاهدوا معهم كما في قوله تعالى: {نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ} الآية (٥٢) من نفس السورة، أو تعني النصر المؤكد في سياق الآية التي ذكرت.
من: استغراقية، لا أحد ينصرهم، ولا أحد يستطيع أن ينصرهم؛ حتى ولو استطاع نصرهم.