سورة آل عمران ٣: ٢٤
{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِى دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ}:
{ذَلِكَ}: اسم إشارة، واللام: للبعد يشير إلى الإعراض والتولي عن الإجابة، والقبول بحكم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
{بِأَنَّهُمْ}: الباء: للإلصاق، أو التعليل. أنهم: للتوكيد.
{قَالُوا لَنْ}: لن للنفي المستقبل القريب والبعيد.
{تَمَسَّنَا النَّارُ}: من المس (الإصابة الطفيفة الخفيفة)، والمس، يعني: إصابتهم بالنار ستكون خفيفة طفيفة مجرَّد أيام معدودات.
{إِلَّا}: أداة حصر؛ أي: حصراً.
{أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ}: معدودات جمع قلة وأياماً معدودة جمع كثرة؛ أي: أياماً قليلة (معدودات جمع قلة، أو قيل: سبعة أيام لكل (١٠٠٠) سنة يعيشونها في الدنيا يومٌ في النار، وقيل: (٤٠) يوماً مدة عبادتهم العجل، وقيل: كانوا فريقين: فريق يقول: سبعة أيام، وفريق ثان يقول: (٤٠) يوماً، وذلك لاعتقادهم بأنهم أبناء الله وأحباؤه. ارجع إلى سورة البقرة آية (٨٠) للمقارنة.
{وَغَرَّهُمْ فِى دِينِهِمْ}: الغرر: الطمع فيما لا يصح، ولا يحصل إلا عن غفلة؛ أي: وغرهم الشيطان بأن وسوس لهم، وزين لهم ظنهم، والشيطان سمي بالغَرور.
وهكذا ذهب بعضهم إلى الطمع في الدِّين، فافتروا على الله (الكذب المتعمد والاختلاق)؛ كقولهم: لن تمسنا النار إلا أياماً معدودات.
وللفرق بين أيام معدودة: (جمع كثرة)، وأيام معدودات: (جملة قلة). ارجع إلى الآية (٨٠) من سورة البقرة؛ للبيان.