سورة القصص ٢٨: ٣١
{وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَامُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ}:
{وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ}: وأن: تدل على البطء، وعدم التسرع، ورأينا هذا في سورة الأعراف الآية (١١٧): {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ}، بينما في سورة النمل قال تعالى لموسى: {وَأَلْقِ عَصَاكَ} التي تدل على المباشرة في النداء بدون استعمال (أن).
{فَلَمَّا}: الفاء للتعقيب والمباشرة، لما بمعنى حين.
{رَآهَا}: رأى العصا قد تحولت إلى حية تهتز كأنّها جانٌّ تتحرك كالجان أو حركة الجان، أي: بسرعة شديدة يمنة ويسرة.
{وَلَّى مُدْبِرًا}: انصرف راجعاً مولِّياً ظهره للحية.
{وَلَمْ يُعَقِّبْ}: ولم يلتفت إلى الوراء.
{يَامُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ}: ناداه ربه: يا موسى ارجع ولا تخف من الحية، وكان ذلك في أول اختبار لموسى مع العصا حيث ظهرت عليه علامات الخوف، وولى هارباً كما رأينا في سورة طه آية (٢٠)، وسورة النمل آية (١٠).
{إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ}: إنّك: للتوكيد. الآمنين: جمع آمن والآمنين جملة اسمية تفيد الثّبوت، أي: أمان ثابت مستمر.
ولو قارنا هذه الآية من سورة القصص مع آيات سورة النمل؛ لوجدنا اختلافات أخرى مثل:
في سورة القصص: {وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ} آية: ٣١، في سورة النمل: {وَأَلْقِ عَصَاكَ} آية١٠.
في سورة القصص: {يَامُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ} آية: ٣١، في سورة النمل: {يَامُوسَى لَا تَخَفْ} آية: ١٠.
في سورة القصص: {وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ} آية: ٣١، في سورة النمل: {إِنِّى لَا يَخَافُ لَدَىَّ الْمُرْسَلُونَ} آية: ١٠.
أحداث ومشاهد لموقف واحد. ارجع إلى سورة النمل وسورة طه للمزيد من البيان والمقارنة.