سورة القصص ٢٨: ٣٥
{قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ}:
{قَالَ}: سبحانه لموسى.
{سَنَشُدُّ}: السّين للاستقبال القريب.
{سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ}: العضد من الكتف إلى المرفق: وقوة اليد مستمدة من قوة العضد كلما قوي العضد تقوى اليد، وقوة اليد تعني الغلبة، فقوله تعالى: سنشد عضدك بعضد أخيك، أي: سنقويك أو سنعينك بأخيك هارون، الباء للإلصاق والمصاحبة، وكلّ مُعين يعتبر عَضُداً، ولن نكتفي بذلك وسنؤيدك بآياتنا.
{وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا}: هو الحجة القوية التي لا تدحض لقوة دلالتها، والسّلطان هو إما سلطان الحُجَّة والبرهان أو سلطان القوة والقهر، والسّلطان هنا يعني سلطان الحُجَّة والبرهان، أي: اذهبا بآياتنا اليد والعصا وغيرهما فهي سلطان لكما. فتكونا أنتما ومن اتبعكما الغالبين.
{فَلَا}: الفاء للتوكيد، لا النّافية.
{فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا}: بسوء أو أذى أو قتل، حين يرون تلك المعجزات يخافون أن يمسوكم بسوء.
{بِآيَاتِنَا}: الباء باء السّببية أو التّعليل بآياتنا.
{أَنْتُمَا}: موسى وهارون.
{وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا}: من المؤمنين.
{الْغَالِبُونَ}: المنصورون الغالبون على عدوكم بالحُجَّة، كما قال تعالى: {وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ} الصافات: ١١٦.