سورة القصص ٢٨: ٧٥
{وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُم مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ}:
{وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا}: نزعنا أخرجنا بشدة كقوله: {وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِىَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ} الشّعراء: ٣٣.
{مِنْ كُلِّ}: من: استغراقية، كلّ: للتوكيد.
{أُمَّةٍ شَهِيدًا}: أيْ: رسولها أو نبيها الّذي يشهد عليها بالتّبليغ، أو ليكون شاهداً عليها كقوله تعالى: {وَجِااءَ بِالنَّبِيِّنَ وَالشُّهَدَاءِ} الزمر: ٦٩.
{فَقُلْنَا}: الفاء للترتيب والتّعقيب، قلنا بصيغة الجمع للتعظيم.
{هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ} على أنّ لله شركاء أو أنداداً، مع العلم أن رسلي أنذروكم أن لا تشركوا بي شيئاً.
والبرهان: هو الحُجَّة القاطعة على صحَّة أن لله سبحانه شريكاً أو ولداً.
{فَعَلِمُوا}: والفاء للترتيب والمباشرة أيْ: علموا علم اليقين مباشرة آنذاك أن الحق: الحق هو الأمر الثّابت الّذي لا يتغيَّر، أي: الألوهية لله وحده، أو هو الإله الواحد الأحد ولا إله إلا هو لا شريك له ولا ولد.
لله: اللام لام الاختصاص والملكية والاستحقاق.
{وَضَلَّ عَنْهُم}: ضل: غاب عنهم ولم يجدوا برهاناً ولا شريكاً ولا وليّاً ولا نصيراً ينصرهم ولا يشفع لهم ولا يعترف بعبادتهم.
{مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ}: ما اسم موصول تستعمل للشيء غير المحدَّد وتشمل غير العاقل والعاقل؛ تشمل أنواع الافتراء، يفترون: من الافتراء وهو اختلاق الكذب، ما كانوا يكذبون عمداً باطلاً في الدّنيا، بأن لله شركاءَ وولداً أو وليّاً أو صاحبةً. يفترون بصيغة المضارع الدالة على التجدد والتكرار.