سورة القصص ٢٨: ٧٧
{وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِى الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}:
{وَابْتَغِ}: اقصد، اطلب.
{فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ}: أنفق وتصدق في سبيل الله مما أنعم الله عليك من المال والخير الكثير، وتقرب إليه بذلك وبالشّكر، فابتغ بها ما عند الله من الثّواب والأجر والحسنى، وابتغ الحلال في كلّ الأمور، وتجنب الحرام مثل التّبذير والإسراف والبطر والمن.
{وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا}: استمتع بالحلال بما أنعمنا عليك وبما يرضاه الله فنحن لا نأمرك أن تتصدق بجميع مالك فكل واشرب والبس واسكن واركب وعلى الموسع قَدَرُه.
أو المعنى: اعمل لآخرتك؛ لأنّ الدّنيا مزرعة للآخرة ونصيبك في الآخرة ما عملته في الدّنيا من الأعمال الصّالحة أي: الحسنات، وقيل: لا تنسَ أن نصيبك من الدّنيا هو الكفن الّذي تخرج به، أو ما تأخذه إلى القبر، هذا هو نصيبك… إذن نصيبك من الدّنيا ما تتمتع به من الحلال، أو ما فعلته من الحسنات.
{وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ}: أحسن إلى عباد الله بالصدقة والزّكاة ومساعدة الفقير وإغاثة الملهوف، أنفق مما جعلك الله مستخلفاً فيه.
{وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِى الْأَرْضِ}: الفساد هنا يعني: إمساك حق الفقراء من الزّكاة والصدقة؛ مما قد يؤدِّي إلى السرقة بسبب الجوع والفقر والجريمة، وبالتالي نشر الفساد، والظلم كذلك يعني: الفساد والبغي.
{إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}: إن للتوكيد، الله لا يحب: لا النّافية، المفسدين: جمع مفسد، وهو الّذي يعمد إلى ما خلق الله تعالى فيحدث فيه تغييراً ليفسده، وأما إذا غيَّره ليُحدث فيه إصلاحاً فلا مانع أو يتركه على حاله كما خلقه الله تعالى.
ارجع إلى سورة البقرة آية (٢٥١) لبيان معنى الفساد.