سورة العنكبوت ٢٩: ٣١
{وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ}:
{وَلَمَّا}: ظرفية زمانية بمعنى: وحين، متضمن معنى الشّرط.
{جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى}: بالبشرى بإسحاق، ومن وراء إسحاق يعقوب (الحفيد)، رسلنا: أي ملائكتنا، ولم يذكر البشرى في هذه الآية وإنما ذكرها في آيات أخرى فقال تعالى: {وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ} الذّاريات: ٢٨، بالبشرى: والبشرى هي الخبر السّار لأوّل مرة. ارجع إلى سورة النّحل آية (٨٩) لمزيد من البيان.
{قَالُوا}: أي رسلنا (الملائكة).
{إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ}: إذن هم جاؤوا لإهلاك قرى لوط، وفي طريقهم مروا على إبراهيم عليه السلام وبشروه بإسحاق ويعقوب، وأخبروا إبراهيم بما سيحل على قوم لوط من العذاب، القرية هنا قرية سدوم وهي المركز أو العاصمة لقوم لوط وتمثل بقية قرى قوم لوط، والتي سماها الله سبحانه (المؤتفكات) الحاقة آية: ٩، وفي سورة النجم آية (٥٣) سماها (المؤتفكة أهوى).
مهلكو أهل القرية بما قدمت أيديهم حين خرجوا عن منهج الله وارتكبوا الفاحشة الّتي ما سبقهم بها من أحد من العالمين.
{إِنَّ أَهْلَهَا}: إنّ للتوكيد، أهلها: سكان هذه القرية.
{كَانُوا ظَالِمِينَ}: لأنفسهم بارتكاب الفاحشة الّتي حرمها الله على العالمين والفساد في الأرض بقطع الطّريق وإتيان المنكر في ناديهم. ظالمين: جملة اسمية تفيد الثبوت؛ أي: مستمرين بالظلم.