سورة العنكبوت ٢٩: ٥١
{أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِى ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}:
{أَوَلَمْ}: الهمزة همزة استفهام إنكاري والتعجب، الواو تفيد شدة الإنكار.
{يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ}: أولم يكفهم دليلاً على صدقك ونبوتك أنّا أنزلنا، أنّا: للتعظيم، أنزلنا عليك الكتاب؛ أي: القرآن. ارجع إلى الآيات (٢-٤) من سورة البقرة لمعرفة الفرق بين أنزل ونزل، وعليك وإليك الكتاب، يتلى عليهم: ارجع إلى الآية (٤٨) من السّورة نفسها.
أي: يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم بدلاً مما يطلبونه من الآيات الأخرى.
{إِنَّ فِى ذَلِكَ}: إنّ للتوكيد، في ظرفية، ذلك اسم إشارة للبعد يشير إلى إنزال الكتاب عليك.
{لَرَحْمَةً}: اللام تفيد التّوكيد، رحمة: هي كلّ ما يجلب ما يسرّ ويدفع ما يضرّ؛ أي: وقاية لكم.
{وَذِكْرَى}: تذكرة.
{لِقَوْمٍ}: اللام لام الاختصاص.
{يُؤْمِنُونَ}: أي إنزال الكتاب يكفي آية لقوم يؤمنون ولا يحتاجون معه إلى آية أخرى، وهو أكبر آية أو معجزة نزلت للبشرية وإلى يوم القيامة، وهو كذلك رحمة وذكرى وهدى لأيّ مؤمن بالله، وهو المعجزة الخالدة على مر العصور، ولكل الأجيال، وأما الآيات التي يطلبونها آيات مؤقتة غير دائمة.