سورة الروم ٣٠: ٤٦
{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَّحْمَتِهِ وَلِتَجْرِىَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}:
المناسبة: (ومن آياته) هذه المرة السابعة التي يعيد ذكر (ومن آياته) (كما رأينا في الآيات: ٢٠-٢٥) الدّالة على ربوبيته وألوهيته ووحدانيته، والبعث وقدرته وعظمته. أو هذه الآية متصلة بقوله تعالى: (ليجزي الّذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله)، ثم ذكر سبحانه (من فضله علينا أن يرسل الرياح مبشرات وليذيقكم من رحمته ولتجري الفلك بأمره ولتبتغوا من فضله).
{وَمِنْ آيَاتِهِ}: ارجع إلى الآية (٢٠)
{أَنْ}: حرف مصدري يفيد التّعليل والتّوكيد.
{يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ}: التي تحمل السحاب وتبشّر بنزول المطر الّذي يُحيي الأرض بعد موتها، وبالتالي يخرج به الزرع والحب والنخيل والأعناب. يرسل: تفيد التجدد والتكرار. مبشرات: من البشارة؛ أي: الخبر السار. ارجع إلى سورة البقرة آية (١١٩) وسورة النحل آية (٨٩) للبيان.
من خصائص القرآن أن كلمة (الرياح) تحمل في معناها الخير، بينما كلمة (الريح) تحمل في معناها الشر والدمار؛ أي: يستعمل الرياح في سياق الخير ويستعمل الريح في سياق الشر.
{وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَّحْمَتِهِ}: اللام للتوكيد والتّعليل، من: بعض رحمته؛ أي: من خيره بنزول المطر الّذي يؤدّي إلى الخصب وسعة الرزق والغنى.
{وَلِتَجْرِىَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ}: اللام للتوكيد والتّعليل، الفلك: السفن في البحر تجري بسبب الرياح، والله هو الّذي يُزجي الفلك في البحر.
{وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ}: اللام للتوكيد والتّعليل بنقل التجارة في البحر والصيد والسياحة وغيرها من أنواع الفضل، والواو في (ولتبتغوا من فضله) بجريان الفلك وغيرها من وسائل ابتغاء الرزق، وزيادة الواو في كلمة ولتبتغوا: تدل على منافع، أو نعم أخرى لم تذكرها الآية.
{وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}: لعلكم: للتعليل، تشكرون: المنعم على فضله ونعَمِه وتؤمنوا به وتوحّدوه، ومجيء الواو في (ولعلكم) تعني: لعلكم تشكرون هذه النِّعم وغيرها من النِّعم التي لم تُذكر. ارجع إلى سورة الأعراف آية (١٠) لمزيد من البيان في معنى الشكر.