سورة الروم ٣٠: ٤٥
{لِيَجْزِىَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ}:
هذه الآية متصلة بالآية السّابقة: (فلأنفسهم يمهدون) ليجزي الّذين آمنوا وعملوا الصالحات.
{لِيَجْزِىَ}: اللام: لام التّعليل والتّوكيد.
{الَّذِينَ}: اسم موصول.
{آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}: قرن العمل الصالح بالإيمان فلا يكفي أحدهما على حدة، وقد يتعرض العمل الصالح إلى محبطات كثيرة تجعل كثيراً من الأعمال الصالحة هباءً منثوراً وعلى رأسها الشرك.
{مِنْ فَضْلِهِ}: الفضل: الزيادة عما يستحقه من الأجر، فمن فضله وكرمه يُدخلُ الّذين آمنوا وعملوا الصالحات الجنة، ولا يدخلونها بعملهم مهما كان.
{إِنَّهُ}: للتوكيد.
{لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ}: الكافرين: أي الّذين أصبح الكفر صفةً ثابتةً عندهم، وقوله: (لا يحب الكافرين) فيها تهديد ووعيد لهم.
في هذه الآية نلاحظ أنه قدّم الّذين آمنوا وعملوا الصالحات على الكافرين؛ لأنّه أسند الجزاء إلى نفسه، قدّم المؤمن على الكافر إظهاراً لكرمه ورحمته وحبه للمؤمنين، وفي هذه الآية إيجاز وحذف مع ظهور المعنى بدلالة السياق، فمثلاً:
ليجزي الّذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله وليجزي الّذين أساؤوا بما عملوا إنه لا يحب الكافرين.
ولا يظن أحد مهما عمل من عمل صالح وأخلص لوجه الله وسعى أنه يوجب على الله سبحانه أيَّ أجر أو جزاء مهما كان؛ لأنه سبحانه غني عن العالمين وعن إيمانهم، حتى ولو كانوا على أتقى قلب رجل في الدّنيا.