سورة لقمان ٣١: ٣٠
{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِىُّ الْكَبِيرُ}:
{ذَلِكَ}: اسم إشارة واللام للبعد والكاف للخطاب يشير إلى إيلاج الليل في النهار، والنهار في الليل، وتسخير الشّمس والقمر، والجري، من عجائب قدرته وعظمته الدالة على أنه هو الإله الحق الذي يجب أن يُعبد ويطاع ويقدس.
{بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ}: الباء: للإلصاق، والثبوت والتوكيد. أن الله هو: أن وهو تفيدان التّوكيد، وهو يفيد الحصر والتوكيد معاً. الحق: أي الأمر الثابت الّذي لا يتغير ولا يتبدل. الحق في ذاته وصفاته، فهو واجب الوجود لا وجود لشيء إلا به، ألوهيته وربوبيته حق، وأسماؤه وصفاته حق، وكل ما يقوله حق، وكل شيء يفعله حق، الحق المطلق.
{وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ}:
{وَأَنَّ مَا}: الواو عاطفة، أن: للتوكيد، ما: لغير العاقل والعاقل بمعنى الذي.
{يَدْعُونَ}: يعبدون ويعظّمون.
{مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ}: أي غيره، أو كل ما سواه الباطل.
الباطل: ما لا وجود له؛ أي: الزائل والزائف مثل الشّرك والأصنام.
ولنقارن هذه الآية من سورة لقمان وهي قوله تعالى: {وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ}، والآية (٦٢) من سورة الحج وهي قوله تعالى: {وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ}.
ففي آية سورة الحج أضاف (هو) التي تفيد التّوكيد والحصر، والسبب في إضافة (هو) في سورة الحج؛ لأن السياق مختلف عن سورة لقمان.
لأن صور الباطل في سورة الحج أكثر ومختلفة ومتنوعة تمثل الشّرك والكذب والظلم والإحباط في الأعمال، بينما الباطل في سورة لقمان صوره قليلة منها الشّرك، ولذلك أكّد في آية الحج بإضافة (هو) ليتناسب مع الرد على الباطل.
ارجع إلى سورة الحج آية (٦٢) لمزيد من البيان.
{وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِىُّ الْكَبِيرُ}: ارجع إلى سورة الرعد آية (٩): لبيان معنى الكبير.
ارجع إلى سورة الحج آية (٦٢): لبيان معنى العلي الكبير.