سورة آل عمران ٣: ٦٠
{الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ}:
{الْحَقُّ}: خبر مبتدأ محذوف تقدير هذا الحق من ربك، أو هو الحق من ربك.
{فَلَا}: الفاء: للتأكيد، لا: ناهية.
{تَكُنْ}: ولم يقل: فلا تكونن، أو فلا تك من الممترين.
{الْمُمْتَرِينَ}: والامتراء: هو الجدال بالباطل بعد تبيُّن الحق؛ أي: لا تجادل وفد نجران أو غيرهم بشأن عيسى بعد أن تبيَّن لك الحق من ربك.
ولنقارن آية البقرة (١٤٧)، وآية آل عمران (٦٠)، وآية الأنعام (١١٤)، وآية يونس (٩٤)، (٣) آيات: فلا تكونن، وآية واحدة تكن.
آية البقرة (١٤٧): {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ}.
آية آل عمران (٦٠): {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ}.
آية الأنعام (١١٤): {أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ}.
آية يونس (٩٤): {لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ}.
في آية البقرة: جاءت في سياق تحويل القبلة وما صاحب ذلك من ارتجاف شديد في قلوب المؤمنين حتى أن ضعاف الإيمان ارتدُّوا، وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله، فالأمر هذا يحتاج إلى توكيد، فأكد بالنون الثقيلة، فقال: فلا تكونن.
وفي آل عمران: جاءت في سياق عيسى وخلقه، وليس هناك فيه خلاف أنه خلق من غير أب، وبكلمة كن فيكون، وإرجاف كما هو الحال في تحويل القبلة، فقال: فلا تكن بدون نون.
وفي الأنعام: جاءت في سياق التكذيب بالرسل، وعدم الإيمان، فلا بد من التوكيد، فجاء فلا تكونن.
وفي يونس: جاءت لإزالة الشك مما أنزلنا إليك، فلا بد من التوكيد بالنون، وأضيف إلى ذلك اللام وقد.