سورة الأحزاب ٣٣: ٥٦
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}:
{إِنَّ اللَّهَ}: للتوكيد.
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ}: إنّ للتوكيد، الله وملائكته: جمع الله سبحانه بين صلاته وصلاة ملائكته على النّبي؛ لأنّه سبحانه هو وحده الّذي يحق له أن يجمع أو لا يجمع، وأمّا نحن فلا يحق لنا أن نجمع بين الله سبحانه وأحدٍ من خلقه، ويصلون الضّمير يعود على الله والملائكة معاً، الصّلاة من الله على النّبي تعني: الرّحمة العامة المطلقة ورضوانه وثناؤه، والصّلاة من الملائكة على النّبي تعني: الاستغفار والدّعاء له.
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}: نداء جديد للذين آمنوا بتكليف جديد هو الصّلاة على النّبي والتّسليم عليه، فكيف نصلِّي على النّبي -صلى الله عليه وسلم- نصلِّي عليه -صلى الله عليه وسلم-، كما علمنا حين سُئِلَ: كيف نصلِّي عليك؟ فقال -صلى الله عليه وسلم-: قولوا: اللهم صل على محمّد وعلى آل محمّد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنّك حميد مجيد (ارجع إلى كتب الفقه).
واختلف الفقهاء في حكم الصّلاة على النّبي، فمنهم من قال: فرض ولو كان مرة واحدة، ومنهم من قال: شرط أو واجبة أو مندوبة، والصّلاة على النّبي -صلى الله عليه وسلم- والتّسليم يجب أن تكون مصاحبة لطّاعة الرّسول وامتثال أوامره وإلا فكيف تصلي عليه وتعصيه.
أمّا كيف يصلي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على نفسه ويسلم؛ لأنّ الآية تنادي الّذين آمنوا ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- إمام المؤمنين؟
فالجواب: هو التّحيات حين يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: اللهم صل على محمّد وعلى آل محمّد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، فالرّسول حين يقول ذلك يعتبر صلاةً على نفسه.
{وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}: اتباع الفعل سلموا بالمصدر تسليماً يفيد التّوكيد. ارجع إلى مصادر الفقه الأخرى للمزيد عن الصّلاة على النّبي وفضلها والأحاديث الّتي جاءت في سياقها.