سورة الأحزاب ٣٣: ٦٠
{لَئِنْ لَّمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِى الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا}:
{لَئِنْ لَّمْ}: اللام لام التّوكيد، إن: شرطية تفيد النّدرة أو الاحتمال والشّك، لم: نافية.
{الْمُنَافِقُونَ}: جمع منافق وهو من يظهر خلاف ما يبطن، أيْ: من أظهر الإسلام وأضمر أو أبطن الكفر. ارجع إلى سورة النساء آية (١٣٨) لمزيد من البيان.
{وَالَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ}: الرّيبة والشّك والفجور وضعاف الإيمان والفسقة.
{وَالْمُرْجِفُونَ}: من الإرجاف، جمع مرجف والمرجف الّذي يمشي بين النّاس لينشر الفتنة وأخبار السّوء والأكاذيب والأباطيل وزعزعة النّفوس؛ مما يؤدي إلى اضطرابها وتحريكها، والإرجاف: مأخوذة من الرّجفة الّتي هي الزّلزلة الأرضية الشّديدة. وهذه الآية قد تكون تحذير ووعيد لمن يخفي أو يبدي شيئاً يؤذي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أو يطعن في أزواجه (أمهات المؤمنين).
وهناك من المفسرين مَنْ يرى أن الصّفات الثّلاث لجنس واحد هم المنافقون، أيْ: هناك من المنافقين مرجفون، وقوم يشكِّكون المسلمين، الواو هنا تعني عطف صفات مختلفة لشيء واحد، وجاءت الصّفات مستقلة؛ لأنّها أصبحت صفات واضحة غير مخفيَّة تكاد تكون مستقلة بذاتها.
{لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ}: اللام للتوكيد، نغرينك بهم: من الإغراء وهو أن تحمل المخاطب ليفعل أمراً ما أو تُحبب إلى شخص أمر ليفعله، أيْ: لنغرينك على مواجهتهم والتّصدي لهم وقتالهم وإجلائهم، أيْ: لنسلطنك عليهم، والنّون في نغرينك لزيادة التّوكيد.
{ثُمَّ}: عطف بها لتباين عظم الجلاء عن الأوطان، فهو أعظم عليهم من جميع ما أصيبوا به.
{لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا}: أذلاء ملعونين أقلاء في المدينة، ولمدة قليلة من الزّمن، ثم يخرجون منها أو يهلكون، إلا تفيد الحصر.
{قَلِيلًا}: أيْ: زمناً قليلاً أو القلة منهم والباقي يرحل ويترك.