سورة الأحزاب ٣٣: ٧٣
{لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}:
{لِيُعَذِّبَ}: اللام لام التّعليل يمكن أن تعود على عرضنا أو حملنا إذا عادت لام التّعليل إلى عرضنا: أيْ: عرضنا الأمانة على الإنسان ليظهر شرك المشرك ونفاق المنافق وإيمان المؤمن، ومن ثم يعذبهم على أعمالهم.
وإذا عادت لام التّعليل إلى حملنا: أيْ: حملنا المنافق والمشرك والعاصي الأمانة فلم يؤدِّها، فلذلك يعذَّب، وأما المؤمن المطيع فيثاب:
١ - وليس المقصود بتحميل الإنسان الأمانة والتّكليف بها هو تعذيبه أبداً، وإنما ليثاب على حملها.
٢ - ولم يعطف التّوبة على العذاب وفصل بينهما بتكرار الفاعل وهو الله للتوكيد، فقال: ليعذب الله ويتوب الله بدلاً ليعذب الله ويتوب على… إلخ.
{وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}: كان وما زال وسيبقى غفوراً رحيماً، وكان الله غفوراً رحيماً.
غفوراً: مقابل كلمة الظّلوم فالله سبحانه غفور لمن ظلم، ثم بدل حسناً بعد سوء.
رحيماً: مقابل (جهولاً) أيْ: رحيماً بالجاهل إذا تاب أو أناب إلى ربه.
ومن الجدير بالذكر الانتباه كيف بدأت السّورة بقوله: فلا تطع الكافرين والمنافقين، وانتهت السّورة بقوله: ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات.