سورة سبأ ٣٤: ١٣
{يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِىَ الشَّكُورُ}:
{يَعْمَلُونَ لَهُ}: أي الجن يعملون لسليمان، له خاصة وليس لغيره، وتقديم له يدل على الحصر والاختصاص.
{مَا يَشَاءُ}: ما: اسم موصول بمعنى الّذي يشاء، و"ما" أوسع وأشمل من الّذي.
{مِنْ مَحَارِيبَ}: من: ابتدائية بعضية ولبيان الجنس، محاريب: جمع محراب يطلق على المكان الّذي يتخذه النّاس للعبادة أو أبنية كالقصور الفخمة العالية المجاورة لأمكنة العبادة.
{وَتَمَاثِيلَ}: جمع تمثال وهو ما ينحت على هيئة أو صورة إنسان (نبي أو عالم) أو حيوان من حجر أو خشب أو نحاس أو رخام أو غيره من المواد، وقيل: إن هذه التّماثيل كانت مباحة في الشّرع القديم ولم تصنع بنية الشّرك أو العبادة، أو صُنعت على شرط أن لا تُعبد، ثمّ نسخت الإباحة بعد مجيء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
{وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ}: الجفان: جمع جَفْنة وهي القصعة الكبيرة: الصّواني الكبيرة يأكل منها العشرة من النّاس، كالجواب: الكاف كاف التّشبيه، والجواب: الحوض شَبَّه القصعة الكبيرة بالحوض في السّعة والضّخامة، وهذا كناية عن كرم سليمان وكثرة إطعامه الطّعام.
{وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ}: جمع قدر وهي للطبخ واسعة كبيرة صعب أن تحمل؛ أي: ثابتات لا تتحرك من أماكنها.
{اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا}: أي: أدوا الحقوق التي عليكم فيما أتاكم الله من النعم؛ أي: اعملوا الصّالحات شكراً لله تعالى على ما آتاكم؛ أي: أطيعوا الله ربكم واشكروا الله على نعمه، أو اعملوا شاكرين، والشّكر لا يكون فقط باللسان بل بالعمل، ولا يكفي أن يكون باللسان بل بالطّاعة والعبادة والإحسان، والنفقة، وأن تؤدي حق الله تعالى في المال والعلم والنعم.
{وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِىَ الشَّكُورُ}: أي: العدد قليل من عبادي الذين يشكرون الله وهذا العدد عدد الشاكرين من النّاس قليل أو الكمية؛ أي: كمية أو مقدار الشّكر الصّادر من النّاس قليل، وقد تعني كلا الأمرين.