سورة فاطر ٣٥: ٣٦
{وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِى كُلَّ كَفُورٍ}:
بعد ذكر الّذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصّلاة وذكر الّذين اصطفينا وما هو جزاؤهم يذكر بالمقابل الّذين كفروا وجزاؤهم.
{وَالَّذِينَ كَفَرُوا}: الّذين يحمل معنى الذّم كفروا بالله ورسله وملائكته وكتبه واليوم الآخر.
{لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ}: اللام في لهم للاختصاص والاستحقاق، نار جهنم: جهنم. ارجع إلى سورة الرّعد آية (١٨).
{لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ}: لا النّافية، يقضى عليهم: يُحكم عليهم أو تعني القضاء بمعنى الانتهاء (قضى: انتهى).
{فَيَمُوتُوا}: أيْ: موت ثانٍ بعد الموت الأول الّذي تلى الحياة الدّنيا، فيموتوا: فيتوقف عذابهم في جهنم، فالموت لهم آنذاك يُعد راحة.
{وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم}: ولا: لا تكرارها يفيد توكيد النّفي بالموت أو التّخفيف.
{مِّنْ عَذَابِهَا}: من ابتدائية، عذابها: عذاب نار جهنم، وقد ذكر أنّ هناك أكثر من (٦٤) نوعاً من العذاب وردت في القرآن والأحاديث الشّريفة، وبهذا يخبر الله سبحانه أنّ عذابها دائم ومستمر بلا فتور ولا انقطاع.
وهذا التّمني ورد بشكل آخر، وهو النّداء على مالك (خازن النّار)، ونادوا: يا مالك {لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ} الزّخرف: ٦٧.
{كَذَلِكَ نَجْزِى كُلَّ كَفُورٍ}: كذلك، أيْ: مثل ذلك الجزاء يُجزى كلّ كفور، وجاءت كلُّ بالنّصب وليس بالرّفع ليشمل كلّ كفور، ولو جاءت كلّ بالرّفع لكان يعني ذلك بعض الكافرين، وليس الكلّ وكفور صيغة مبالغة من كفر، أيْ: كثير الكفر أو دائم الكفر لا يتوب ولا ينوب إلى ربه ويمت وهو كافر. ارجع إلى سورة البقرة آية (٦) لبيان معنى الكفر.